كلنا قد سمعنا أن وكالة الفضاء الأمريكية ناسا تخطط لإرسال البشر إلى المريخ في ثلاثينيات القرن العشرين . وقد نحقق هذا الأمر ما دام العلماء في بحث وتخطيط مستمر . لكن بما أننا نعرف أهمية النباتات ولا نستغني عنها في الحياة , فما مدى إمكانية زراعة النباتات على كوكب المريخ ؟ ما التحديات ؟ كيف يمكن تحضير تربة للكوكب من أجل إنشاء حياة جديدة ؟
تحديات الزراعة في المريخ :
تربة المريخ خالية من العناصر المغذية الموجودة في الأرض , بالإضافة إلى أنها أنعم وهذا يعني احتمال تسرب الماء منها بسرعة أكبر . يقول سوكولوف الذي كان أحد أعضاء طاقم العمل العام الماضي في محطة أبحاث صحراء المريخ , في ولاية يوتا , أنه يمكن توفير العناصر المغذية إذا استخدمنا فضلات الإنسان أو الاسمدة لأنهما مصدرًا للنيتروجين , وتساهم في الحفاظ على الماء لفترة أطول في التربة .
رغم وجود النيتروجين في الغلاف الجوي بكثرة , فإن النبات لا يستطيع التغذي عليه من دون الدور الذي يؤديه البكتريا في تحويله وتثبيته في التربة كعنصر مغذٍ من خلال الدورات الجيوكيميائية الحيوية .
ويضيف سوكولوف أن تربة المريخ فيها مواد كيميائية سيئة تدعى البيركلورات , والتي يجب إزالتها كيميائيًا قبل نمو النباتات هناك . والمشكلة الأخرى هي الجاذبية , إذ أن المريخ لديه حوالي ثلث الجاذبية الموجودة في الأرض , لأن النباتات تستخدم الجاذبية لتوجيه نفسها .
أظهرت دراسة أجريت عام 2014 في مجلة Plos one في محاكاة لتربة المريح لمدة 50 يومًا , أن أوراق الطماطم والخردل والرشاد نمت بشكل جيد وبوضوح , وحتى البذور المزهرة , دون أي أسمدة , لأن تلك النباتات هي ذات التحمل الشديد .
وأضاف سوكولوف أنه لابد من مراعاة التالي عند جلب المكونات الغذائية إلى المريخ : الكثافة الغذائية للمحصول , والموارد اللازم زراعتها , ووقت الإنبات , على أن تكون متوازنة . لأنه قد يزرع العلماء الخس في محطة الفضاء الدولية كبرهان , لكن الإنسان لا يستطيع العيش على الخس وحده .
واقترح سوكولوف بارسال الأطعمة الجاهزة , فهي تستهلك أقل كمية من الوقود , ومناسبة للزيارات القصيرة الأمد .
محاكاة كوكب المريخ :
صمم العلماء محاكاة بيئة المريخ في محطة أبحاث صحراء المريخ , وقاموا بإنماء كل شيء من النباتات الصحراوية من ( مثل الشعير وحشيشة الدينار ) . تم الحصول على التربة بواسطة الصخور الترابية والأتربة لعينات من كوكب المريخ .
أما في جامعة جيلف في كندا , يدرس الباحثون برزاعة النباتات في ظروف شديدة وقاسية مثل الضغط المنخفض أو شدة الضغط , مستويات متفاوتة من ثاني أكسيد الكربون , الضوء , درجة الحرارة , التغذية والرطوبة , وهذا لمعرفة أي من النباتات التي لها تحمل شديد بحيث يكفي للبقاء على قيد الحياة في ظروف المريخ .
تخضير الكوكب الأحمر :
قال سوكولوف أن زراعة النباتات في مكونات المريخ صعبة لأنه يتطلب ذلك التحكم في درجة الحرارة والهواء . أما عن جعل المريخ أشبه بالأرض , فرد سوكولوف بأن هذا الأمر يدخل في عالم الخيال العلمي .
وحتى إذا قرر الناس أنه من المقبول تغيير المريخ , سوف يتطلب الأمر مئات السنين لأن يتحول الكوكب إلى مهد غني بالأكسجين من أجل الحياة .
لتشكيل هذه الظروف , هناك حاجة إلى زرع تربة المريخ المليئة بالبكتيريا الزرقاء المنتجة للاكسجين والأشنات والميكروبات . وقال سوكولوف بأن هذه ليست نتيجة سيئة للغاية , بالنظر إلى استغراق مئات الملايين من السنين لاستقرار مستويات الأكسجين في الأرض , إذ يمكن أكل البكتيريا الزرقاء في هذه الأثناء بالرغم من مذاقها الغير لذيذ .
وأضاف بأنه أثناء تشكيل الميكروبات لهذا الجو , فإن الرياح الشمسية سوف تحركه باستمرار لأن المريخ يفتقر إلى الغلاف المغناطيسي لحماية الكوكب من الإشعاع الشمسي . وقال أيضًا " حتى لو تمكن الناس من معرفة كيفية توليد الغلاف الجوي بشكل أسرع , فإن شتاء المريخ يمكن أن تقشعر له الأبدان ( 133- درجة مئوية ) . من الممكن تصميم جوًا من غازات الدفيئة , لكن المريخ بعيد تمامًا عن الشمس من الأرض , لذا فمن المحتمل أن يكون أكثر برودة من كوكبنا في المتوسط .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق