تعتبر مومياءات المصرية القديمة كرمز للبراعة الكيميائية , لأنها استخدمت المركبات الطبيعية للحفاظ على بقايا الإنسان . لأن الاعتقاد المصري يرى أنه من الضروري لجزء من الروح المعروفة باسم كا ( Ka ) العودة إلى الجسم لتسهيل الدخول في الحياة الآخرة , طوّر المحنطون تقنيات التحنيط Mummification للحفاظ على الجسم في شكل وكأنه حي بعد وقت طويل من الموت . ويقدم ستيفان باكلي وريتشارد إيفرشيد من جامعة بريستول في إنجلترا , الذين يكتبان في مجلة نيتشر Nature هذا الأسبوع , تحليلًا كيميائيًا مفصلًا للمركبات التي استخدمها المحنطون المصريون .
فحص العلماء 13 مومياءات تعود لأكثر من ألفي عام 2000 , بما في ذلك فترة الذروة للتحنيط التي بلغت حوالي 1000 عام قبل الميلاد . باستخدام تقنيتي كروماتوغرافيا الغاز Gas Chromatography ومطياف الكتلة Mass Spectrometry , بحث العلماء عن المركبات العضوية المقاومة للتحلل والتدهور التي تعمل كعلامات لمراهم أو دهانات معينة ولعوامل التحنيط . إن تنوع المواد المستخدمة من قبل المحنطون القدامى , بحسب تقدير الباحثين , أكبر مما تم الإبلاغ عنه سابقًا . تعلق سارة ويسمان من جامعة إلينويس الأمريكية , أن هذا قد يكون نتيجة للاقتصاد ( تكلفة المواد وتوافرها ) , تغيير الأنماط , أو تفضيلات المحنطين لتحنيط معين .
تتبع الفريق أيضًا تطور التحنيط . وكتبوا " استخدام زيوت التجفيف كان واسع الانتشار بشكل واضح " , وكتبوا أيضًا " مع ازدياد أهمية الراتنجات الصنوبرية Coniferous Resins وشمع العسل Beeswax مع مرور الوقت " . يشرح العلماء أن الراتنجات الصنوبرية يمكن أن تبطئ التحلل الميكروبي Microbial Degradation , في حين أن شمع العسل له خصائص مضادة للجراثيم ويعمل بمثابة مادة مانعة للتسرب Sealant . ونظرًا لذلك لا يوجد سجلات مفصلة وجدت عن هذه العملية , وتسلط نتائج الدراسة الضوء على دور المواد العضوية الحافظة في التحنيط .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق